-->



شهدت ظاهرة الرهان الرياضي تطور كبير في آخر السنوات خاصة مع ظهور شركات عملاقة في هذا المجال خاصة في الدول المتقدمة٬ وتنتشر ظاهرة الرهان الرياضي بشكل خاص في بعض الدول العربية خاصة رياضة كرة القدم في دول مثل السعودية وقطر والامارات وتونس والمغرب وقبل البدأ في تشريه ظاهرة الرهان الرياضي وتحدياتها الاقتصادية و الاجتماعية  دعنا نعرف ماذا يعني هذا .

ما المقصود بالرهان الرياضي 

الرهان الرياضي هو المراهنة بمبلغ معين من المال من خلال التوقع او التكهن بنتيجة تلك المباراة قبل نهايتها ولو كان توقعك صائبا تربح مقدار معين من المال يختلف حسب اللعبة المراهن عليها٬ وتختلف آليات وأساليب الرهان الرياضي٬ فهناك مثلا مؤسسات وطنية للرهان الرياضي في بعض الدول العربية٬ مثل الجزائر والتي تم استحداثها في سنوات الثمانينات ولازالت قائمة الى اليوم ونفس الشيء بالنسبة لتونس٬ رغم ان هذه المؤسسات اصبح غير قادرة على الصمود امام شركات المراهنة الغربية التي تعمل عبر الانترنت وهي عديدة اشهرها Arabswin  والتي تقدم شروحات للمراهنة على  مختلف الرياضات خاصة كرة القدم وهي للعالم العربي بالأخص.

تحديات المراهنة الرياضية 

تعتبر التحديات الاقتصادية والاجتماعية اهم هذه التحديات فمن الناحية الاقتصادية تتسبب المراهنة عبر الانترنت الى استنزاف العملة الصعبة بشكل كبير جدا خاصة في بعض الدول العربية
  • تونس : تقدر بعض الجهات عدد المراهنين النشطين بشكل شهري عبر مختلف المنصات الالكترونية بأكثر من 1.5 مليون شخص وهو عدد كبير جدا يبين حجم الضرر الاقتصادي لهذه العملية٬ التي تتم بالدولار او بالاورو وتبقى الدولة عاجزة عن مراقبة هذه العمليات لأنها تتم افتراضيا وبشكل شخصي ويصعب مراقبتها.
  • المغرب : نفس الشيء بالنسبة لتونس رغم ان عدد المراهنين يقدر انه اكثر ويصل الى 3 مليون شخص.
  • دول الخليج العربي : هذه الدول بالذات مستهدفة من قبل شركات المراهنة الكبرى في العالم لعدة اسباب من اهمها ارتفاع الدخل بشكل كبير في هذه الدول٬ حيث تستخدم شركات المراهنة اساليب وحيل من اجل جلب اللاعبين على المراهنة على مباريات كرة القدم خاصة بالنسبة للدوريات الاوروبية الكبرى من خلال تقديم مزايا وهدايا ومكافئات على اول ايداع.
أما فيما يخص الاثار الاجتماعية فهي كثير جدا وفي نفس الوقت فالأوضاع الاجتماعية هي من ساهمت في نمو ما يعرف بالرهان الرياضي في العديد من الدول العربية المتخلفة خاصة تونس والمغرب حيث تؤدي ارتفاع مستويات البطالة والفقر بالشباب الى التوجه الى هذا النوع من الالعاب كوسيلة للحصول على الثراء السريع. رغم ان نتائجه الاجتماعية مدمرة بالنسبة للفرد والمجتمع لان 80 بالمئة من المراهنين يخسرون اموالهم بسبب ارتفاع نسبة المخاطرة في هذا النوع من الالعاب .
ونفس الشيء بالنسبة للشباب في دول الخليج العربي حيث تكسب شركات المراهنة ملايين الدولارات في مقابل خسائر مالية فادحة لهؤلاء الشباب وهذه الخسائر لها اثار اجتماعية ونفسية كبيره على الخاسر من اهمها ادمان هذه الالعاب٬ فخلال الشهر الماضي صرح احد اشهر اللاعبين القدامى في الدوري الانجليزي انه مرة خسر 20 الف دولار في ثانية بسبب المراهنات ودعي الناس الى تجنبها لانها سرقة مقننة ويقع ضحيتها الشباب المغرر بهم الذي يريد ان يصل الى تحقيق اموال كبيرة في وقت وجيز.
ان تشريح ظاهرة  المراهنة  امر صعب وتحتاج الى جهود العديد من الخبراء لمساعدة الدولة على الاقل لتنظيمها ومراقبتها للحد من تحدياتها الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء

شارك المقالة
تكنوا عرب

الرهان الرياضي تحديات اقتصادية واجتماعية

2020-01-23